الاسترقاق المنزلي

إن الأسر التي تسيئ استغلال عاملات المنازل في العديد من الدول، عادة ما تفعل ذلك على مراحل، بدءا بالترتيبات العادية، وصولا إلى إحكام السيطرة على العاملة تدريجيا.

تستقدم الأسرة عاملة منزل من إحدى الوكالات وبموجب عقد موحد، وتكون العاملة على الأرجح امرأة، وربما توافق الأسرة على دفع أجر شهري زهيد للعاملة مقابل 10 ساعات من العمل اليومي وعلى مدى ستة أيام من الأسبوع، الأمر الذي يعد انتهاكا للقانون وحقوق الإنسان.

يأمر رب الأسرة عاملة المنزل تسليمه لجواز سفرها للمحافظة عليه، رغم أن ذلك يُعد مخالفا للقانون لكن العاملة تجهل ذلك.

عزل العاملة

قد تطلب الأسرة من العاملة عدم مغادرة المنزل، بحجة أنها تحت حمايتهم وليس من المناسب لامرأة أن تخرج بمفردها وبالتالي تصبح العاملة رهن العزلة في حدود المنزل.

وربما تبدأ الأسرة في اقتطاع الأجر، والسبب الظاهري لذلك هو تغطية المصاريف التي دفعتها لمكتب جلب العاملة من بلدها، الأمر الذي تنزلق معه العاملة نحو منحدر يصعب عليها الخروج منه وبالتالي يكتنفها الخوف والشعور بالعزلة والمحاصرة.

من المرجح أن تُقابل شكاوي عاملة المنزل بالتهديد بالعقاب أو حتى بالضرب. كما قد يقوم صاحب العمل بالتهديد بفصلها من العمل أو بيعها إلى منزل آخر أو تسفيرها.

الاعتداء الجنسي

قد يستغل بعض الرجال مكانتهم في المنزل لاستغلال العاملة جنسياً. وفي مثل هذه الحالة، لا يكون لدى عاملة المنزل أي وسيلة للمقاومة ولا سبيل للفرار.

حلقة مفرغة

قد تطلب الأسرة من عاملة المنزل القيام ببعض المهام في يوم إجازتها الأسبوعية، أو في المساء عندما تكون من المفترض قد انتهت من عملها في ذلك اليوم – وربما تعمل في منزل آخر حيث يعيش أفراد آخرون من الأسرة. وقد تقوم ربة المنزل بمعاقبة العاملة وضربها بسبب خطأ أو تقصير في أدائها.

هذا هو المنحدر أو المنزلق الذي يؤدي إلى الاستعباد المنزلي. إنها حلقة مفرغة من التنمر وسوء المعاملة. وكلما زاد سوء المعاملة، زاد تدهور أداء العاملة المنزلية وتنامى شعور الأسرة بأن العاملة لا تستحق الرأفة.

إذا اعترض أي أحد على أسلوب معاملة الأسرة لعاملة المنزل، سوف تحاول الأسرة إلقاء اللوم على العاملة بسبب كسلها وسوء عملها.

تجد السلطات صعوبة في جمع الأدلة التي تدعم إفادة العاملة ضد صاحب العمل المسيء. إنها بحاجة إلى المساعدة في اكتشاف الإساءة والإبلاغ عنها.